יום ראשון, 8 באוקטובר 2017

كرمل نصر الدين - إحصائيات الدولة 2017 - الطائفه الدرزيه ما بين التخاذل والامل

الطائفه الدرزيه ما بين التخاذل والامل
مع حلول السنه العبريه الجديده نشرت سلطة الإحصاء معلومات وإحصائيات عن اوضاع المجتمع الاسرائيلي بشكل عام وخصصت للطوائف والأديان معلومات اكثر خصوصيه.
بالنسبه المعلومات التي تظهر في العدد بالنسبه للطائفه الدرزيه والتي تتركز في مواضيع العمل والشهادات الأكادميه نستطيع ان نصل للنتائج الاتيه:
1.ازداد عدد أبناء الطائفه الدرزيه خلال 70 عاماً 9 أضعاف ففي حين كان عددهم 14500 فرداً عام 1948, يصل عددهم اليوم ل136000 فرداٌ هذا العام. هذا يعتبر رقماً قياسياً بالنسبه للمجتمعات الاخرى والتي تزايدت بنِسَب اقل من ذالك بكثير. اما بالنسبه لأسباب التزايد فان ذالك يعود لنسبة الولاده العاليه جداً التي كانت في سنوات الخمسين والستين والسبعين من القرن الماضي، بالاضافة للارتفاع المتزايد والمستمر في العمر عند الذكور والإناث والانخفاض الكبير في نسبة موت الأطفال والذي كان عالياً جداً في منتصف القرن الماضي.هذه المؤشرات تعود الى مستوى الحياه الذي ارتفع بصوره دراميتكيه في المجتمع الدرزي خاصةً في الثلاثين سنه الأخيره وخاصةً في موضوع الصحه والعلاج الطبي.
لتلخيص هذا البند نستطيع ان نقول انه عدد ابناء الطائفه الدرزيه اليوم،وكونهم يسكتون معاً في قرى خاصه بهم (الكرمل والجليل) يضعهم في نقطة تحول سكانيه لها معنى على المستوى القطري،وفِي رأيي ان السلطات تعي هذا التحول ولذالك تعمل كل قواها لتحجيمه والسيطره عليه عن طريق منع البناء وتحديد المناطق السكانيه خوفاً من المد السكاني المستقبلي للطائفه الدرزيه.
2.من جهه اخرى هناك تراجع كبير في نسبة الولاده في الطائفه الدرزيه ويقف اليوم على نسبة 2.2%. هذه النسبه لا تلائم المجتمعات الشرقية والتي تصل نسبها في اسرائيل والدول المجاوره الى حوالي 4%.
في رأيي هذا هذا المعدل اذا دل على شيء فهو يدل على التغير الملحوض في حياة الطائفه الدرزيه والتي أصبحت تذوت قسم من العادات الغربيه،خاصةً في موضوع النسل المحدود. أسباب الهبوط في نسبة الولاده في الطائفه الدرزيه يعود بشكل مباشر لتطور الفتاة الدرزيه،التي نرى انها أصبحت صاحبة دور فعال في حياة المجتمع الدرزي خاصةً في موضوع الثقافة والتحصيل العلمي من جهه وفِي موضوع العمل والمشاركه في معيشة البيت من جهه اخرى. تطور الفتاة الدرزيه وانخراطها في مجالي العلم والعمل اثر مباشرةً على وضعيتها كأٌم ووالده وجعلها تؤثر على قرار تحديد النسل وكمية الأولاد في حكم انها في جميع الأحوال هي المربيه لهم،ولا يمكن ان تتعلم وتعمل وان تربي عدد كبير من الأولاد في وقت واحد.
لتلخيص هذا البند نستطيع ان نقول ان ارتفاع نسبه الحياه وتحرر ألفتاه الدرزيه وانخراطها في مجال الحياه الاجتماعيه هم الأسباب المباشره لانخفاض نسبة الولاده في الطائفه الدرزيه. في رأيي ان هذا الامر جيد حاليا ولكن يجب العمل على ايقافه في هذا المعدل وعدم تركه للهبوط اكثر من ذالك كما في المجتمعات الغربيه والتي وصلت الى نسبه سلبيه مثل في ألمانيا ودوّل إسكندينافيا.
3.نسبة العمل عند النساء في المجتمع الدرزي تصل حسب المعطيات الى 33.7%, هذه النسبه مشجعه جداً حيث تؤشر لقفزه نوعيه عاليه جداً تصل الى حوالي 100% خلال 10 سنوات.لا شك ان تطور الفتاة الدرزيه في مجال العمل الاسرائيلي يعد كبير وممتاز، خاصه انه مربوط بشكل كبير في سلك التعليم والحصول على الشهادات الأكاديمية. سيطرت الفتاة الدرزيه على سلك التعليم الدرزي وإذا كانت هناك سياسه مبرمجه لتأنيث سلك التعليم في الوسط الدرزي فان هذه السياسه قد نجحت. نرى ان الفتياة الدرزيات يقدن سلك التعليم بدءاً من الاداره إلعامه في وزارة التربيه والتعليم واستمراراً في الحاضنات ومعلمات الروضات والصفوف ومديرات المدارس.بالاضافه لموضوع العمل في سلك التعليم فهناك انخراط في العمل في المستشفيات كممرضات او في صناديق المرضى.اضافةً الى الانخراط في عمل المصانع والتي تفضل أيادي عامله نسائية.في اعتقادي ان موضوع طلب العمل من قبل الفتاة الدرزيه خلق تغيير اجتماعي كبير في المجتمع الدرزي من حيث مكانة المرئه الدرزيه وقدرة تأثيرها في المجتمع.يبقى هناك إشكالان في موضوع عمل المرئه الدرزيه الاول انه رغم القفزه النوعيه الكبيره الا انها ما زالت بعيده عن النسبه الاسرئيليه العامه لعمل النساء، والاشكال الاخر هو نوعية الوظائف التي تقوم بها الفتاة الدرزيه في العمل ومستوى الدخل الشهري الذي تحصل عليه،هنا نرى انهٌ يوجد استغلال لطاقات الفتاة الدرزيه من قبل أماكن العمل خاصةً في أماكن العمل الغير رسميه والتي لا تعتني بحقوق العامل بصوره قانونيه وتستغل الحاجه للعمل خاصه من قبل النساء حتى بأسعار زهيدة.
لتلخيص هذا البند نستطيع ان نشير انه يوجد قفزه نوعيه في مجال العمل عند النساء في الطائفه الدرزيه.
4.النسبه ألمقلقه في الوسط الدرزي هي نسبة الأكادمين الحاصلين على شهادات جامعيه والتي تصل الى 11,7%. هذه النسبه ضئيلة جداً على مستوى الأقليات في اسرائيل واكيد على المستوى الاسرائيلي العام. نحن في عصر أصبحت الشهاده الجامعيه امر أساسي في الحياة، فمثلما لا يمكن للاسرائيلي المتوسط ان يرى نفسه دون مركبه او بيلفون، كذالك لا يمكنه ان يرى نفسه دون شهاده اكادميه او شهادة استكمال بمستوى شهاده اكادميه.فكيف يمكن لنا نحن ان نجمع بشكل عام بين السياره والبيلفون لكل مواطن درزي متوسط في اسرائيل اسوةً بجميع المواطنين الاسرائيلين ولا نصل الى ربع المستوى الاسرائيلي في حصد الشهادات الجامعيه؟؟؟؟.
لنعود للمسببات الموضوعيه: المجتمع الدرزي لم يكن خلال 1000 عام مجتمع علم وثقافه، فكون ابناء الطائفه الدرزيه يعيشون في شرقٍ ملتهب غير متسامح خاصةً مع الأقليات والأديان الاخرى، فرض عليهم ان يعيشوا حياتهم كمحاربين وجبليين يعيشون في قرى نائيه ويصرفون جٌل وقتهم للدفاع عن وجودهم وكيانهم،فتطبعوا كرجال سيف وحرب وليس كرجال علم وثقافه، هذه الجينات والتي عبرت معهم من جيلٍ لآخر لا يمكن ان تزول في عدة أعوام،وهي بحاجه الى فترة هدوء تستمر مئات السنين حتى تطور في شخصيتهم ثقافة القلم والعلم وان تزيد وتعلو عنلى ثقافة الحرب والقتال، وهذا الامر للأسف الشديد غير ظاهر في سماء هذا الشرق،فالحروب كل الوقت في ازدياد.
من جهه اخرى التعليم العالي في اسرائيل يحتاج لرسوم وتخصيص ميزانيه سنويه كبيره واغلب البيوت الدرزيه حتى التي تدخل اكثر من دخل شهري لا تستطيع دفع هذه المخصصات لتعليم ابنئها.
بالاضافه للاسباب الموضوعيه توجد أسباب غير موضوعيه ممكن تغيرها:
اهم هذه الأسباب هو سلك التعليم الفاشل في قرانا والذي بني ومستمر على سياستين ذات خطوره متشابهه: السياسه الاولى هي سياسة السلطات المحليه والتي يعمل رؤسائها الليل والنهار من اجل ترضية المقربين،وقد ادخل لجهاز التعليم خلال عشرات السنين الئات من المعلمين والمدراء والذين يبعدون عن موضوع التربيه والتعليم بعد الارض عن الشمس،والنتيجه ان هؤلاء المٌعينين على سبيل الترضيه خلقوا جيل أدنى من المتوسط ظهرت نتائجه في علامات البجروت المتدنيه خلال أعوام كثيره ومن ثم في علامات البسيخومتري الضئيلة.هذه الطواقم من المعلمين لم يستطيعوا ولن يستطيعوا تحضير جيل للأكاديمية والحياة الجامعيه،فلماذا نتفاجىء من وجودنا في أدنى السلم الأكاديمي؟؟؟؟ الأشكال الاخر هو وزارة التربيه والتعليم،من تجربتي الشخصيه مع هذه الوزاره أستطيع ان أقول بكل ثقه انها وزاره فاسده وغير صالحه على مستوى إسرائيلي بشكل شمولي،كما انها اكثر خطوره على المستوى الدرزي لانها لا تعمل شيئاً لتغير الوضع، فالمدارس الدرزيه متواجدة في الحارات في اغلب الأحيان دون مساحات وفسحات كبيره، ومعدل كمية الطلاب في الصفوف ما زال عاليا،ومناهج التعليم الحديثه والتي مبنيه على طرق واليات مغايره بعيده كل البعد عن مدارسنا،لا توجد عملية مراقبه حقيقيه والمعلم او المدير يقبع في المدرسه عشرات السنين وكأن المدرسه بنيت لهٌ،لا توجد عملية تهويه وتغير جو،كل شيء روتيني جداً متلائم ما بين السلطتين المحليه والوزارية،في هذا الوضع لن نتقدم ولن نتطور،وحتى عندما نرى مستقبلا تطوراً ما سوف يكون متأخر جداً لان المجتمعات الاخرى سوف تكون في عالم بعيد كل البعد عن واقعنا.
في التقرير نرى ان عدد ابناء الطائفه الذين يتعلمون في مؤسسات أكاديمية اليوم هو 5000 ،وهذا عدد ممتاز جداً،يبقى الأشكال هو نوعية وجودة هذا التعليم حيث ان المؤشرات تشير ان النسبه الكبرى من الطلاب يتعلمون في كليات الأدب وعلم الاجتماع وفقط القسم الضئيل يتعلم في كليات العلوم والهندسة،
لتلخيص هذا البند نستطيع ان نشير للوضع المقلق في الطائفه الدرزيه من الناحية الاكادميه والذي يؤثر بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي ومعايير السوتسيوايكونوم المتدنيه بشكل عام في جميع القرى الدرزيه.
للاجمال وعطفاً على المعلومات التي نشرت يمكن القول ان الطائفه الدرزيه تتأرجح ما بين الأمل في تطورها السكاني وازدياد عددها وتقبلها للمرئه كعامل هام جداً في تطور المجتمع الدرزي من جهه وبين الشعور في التخاذل في نسبة تطورها وتقدمها الأكاديمي والذي بقي في الحضيض مقارنةً مع المجتمعات الاخرى في اسرائيل.